أحدث المقالات

المجاز .. جدار يريد أن ينقض

المجاز .. جدار يريد أن ينقض
المؤلف د. أَبو محمد الموصلي
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

المجاز .. جدار يريد أن ينقض

المجاز .. جدار يريد أن ينقض

أي مثالٍ يأتونا به من (الكتاب والسنة) ويدَّعي أرباب المجاز والتأويل بأنه من المجاز؛ لقرينة (الاستحالة) أو غيرها عندهم..! نجيب عليه بجوابين:

الأول: عدم التسليم

وذلك بألا نسلم أن ذلك الأمر يستحيل؛ لأن الأمر غيبي، وكل أمر نصي غيبي فهو متعلق بقدرة الله تعالى.

الثاني: التسليم جدلاً

وذلك بأن نسلم جدلاً بأن ذلك قد يستحيل، فنقول حتى لو استحال هذا الأمر عقلاً عندكم، فإن هذا الكلام حقيقة؛ لأنه هو الظاهر المفهوم من الكلام، والحقيقة عند أهل المجاز أنفسهم هي ما يتبادر إلى الذهن من الكلام.

فمثلاً؛ قوله تعالى: (جداراً يريد أن ينقض) قال أهل المجاز: الجدار لا يريد، فهو مجاز.

الجواب كما سبق من وجهين:

  1. أننا لا نسلم بأن الجدار لا يريد؛ لأن الله قال يريد فهو يريد، ولا يصح نفي ما قاله الله تعالى. والأدلة الشرعية تشهد بأن الجمادات لها إرادات؛ كما في محبة جبل أحد، وتسليم الحصى، وحنين الجذع، وتسبيح المخلوقات.. إلخ.
  2. لو افترضنا جدلاً بأن الجدار لا يريد، وإنما هو استعارة لميله، فنقول: إن ما يفهم من قوله تعالى هو ذلك الميل، وهو المتبادر إلى الذهن لأول وهلة، فهو حقيقة.

فكأنما قوله تعالى: (جداراً يريد) فيها معنيان:

  • مجرد الإمالة بلا إرادة حقيقية. (وهذا قول أهل المجاز)
  • إرادة حقيقية متضمنة للإمالة. (وهذا قول نفاة المجاز)

وهنا يأتي أهم سؤال لنفاة المجاز؛ فنقول لهم: أيهما هو الحقيقة (وهي المعنى الظاهر المتبادر إلى الذهن) هل الأول أم الثاني؟

   فإِنْ قالوا: الأَول (أَي: مجرد الإِمالة)، نقول: إِذن لا مجاز في الآية. وإِن قالوا: الثَّاني (أَي: إِرادة الحقيقية)، ويستحيل حمل اللفظ عليها؛ لأَنَّ الجماد لا إِرادة له، نجيبهم بما سبق من عدم التسليم، ثُمَّ التسليم جَدَلاً.

والله تعالى أَعلى وأعلم.

فقلتُ لهم: أمرانِ لا بُـدَّ منهُما         فقالوا: هما أمرانِ أَحلاهُما مُرُّ

تعليقات

عدد التعليقات : 1