الصيغة الأفضل في الصلاة على النبي ﷺ وآله: مقارنة بين صيغتين
بقلم: أبو محمد الموصلي
مقدمة
كثير من المسلمين يتساءلون عن الصيغة الأكمل في الصلاة على النبي ﷺ وآله، خاصة بين قول:
-
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد
-
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد
في هذا المقال نبين أي الصيغتين أفضل، مدعومين بالأدلة من النقل (الكتاب والسنة) والعقل.
أولاً: الصيغة الأفضل
الأدلة النقلية
ورد في الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أُهدي لك هدية؟ إن النبي ﷺ خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: فقولوا: اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.رواه البخاري (رقم 6357) ومسلم (رقم 405).
هذا الحديث الصحيح نصٌّ صريح على الصيغة الثانية.
الأدلة العقلية
-
عند قول: "اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد" يكون العطف بين مفردين، فيكون الحكم واحداً وهو صلاة واحدة على الجميع.
-
أما قول: "اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد"، فيتكون من جملتين فعليتين:
-
اللهم صلِّ على محمد (جملة مستقلة).
-
وعلى آل محمد (جملة أخرى فعلها مقدر).
-
وبهذا تكون هناك صلاتان:
-
الأولى: صلاة خاصة على النبي ﷺ.
-
الثانية: صلاة تبعية على آل محمد، يدخل فيها النبي ﷺ دخولاً أولويًّا.
فائدة الترجيح
الميزة في الصيغة الثانية أنها تكرر الصلاة على النبي ﷺ مرتين: مرة باسمه، ومرة بدخوله في آل بيته، وهذا أعظم في الأجر.
وقد جاء في القرآن ما يؤيد الجمع بين ذكر الشخص وآله مع شبه الجملة، كما في قوله تعالى:
﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ﴾ [يوسف: 6]
وكذلك في قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ﴾ [الصافات: 130]، حيث يدخل ياسين (النبي إلياس) في آله دخولاً أولويًا.
الخلاصة
-
الصيغة الثانية (اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد) هي الأكمل والأفضل.
-
اجتمع في تفضيلها الدليل الشرعي من السنة النبوية، والدليل العقلي الذي يبين تعدد الصلاة.
-
العقل والنقل اتفقا على أن صلاتين أفضل من صلاة واحدة.