بلاغة الاختلاف في عنوان كتاب اقتضاء الصراط المستقيم

بلاغة الاختلاف في عنوان كتاب
(اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أَصحاب الجحيم)

النسخة المطبوعة

- أَبدأُ بالنسخة المطبوعة [اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أَصحاب الجحيم]

فهي تعني أن [اقتضاء الصراط المستقيم] نفسه هو [مخالفةٌ لأَصحاب الجحيم]؛ فالدلالة ذاتية؛ لكون الأول يقتضي الثاني شرعاً وعقلاً، اقتضاء الذات للذات؛ كونهما من الأَضداد؛ ، وكما قيل : وبضدها تتبيّن الأشياءُ . وهذا يعني أن الصراط المستقيم قائم على مخالفة أصحاب الجحيم في جميع أحوالهم جملاً وتفصيلاً .

نسخة جامعة الملك سعود

- وأما نسخة جامعة الملك سعود [اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أَصحاب الجحيم]، ففيها دلالة عكسية على المطلوب، وهي أن مجرد مخالفة أصحاب الجحيم هو اقتضاء للصراط المستقيم بحد ذاته، وفيه أيضاً إشعارٌ بالتأليف؛ فكأنه يقول: أن هذا الكتاب أُلِّفَ في مخالفة أصحاب الجحيم.

نسخة برلين

- وأما نسخة برلين [اقتضاء الصراط المستقيم ومجانبة أَصحاب الجحيم] ففيها الجمع بين الأمرين والتسوية بين الحكمين في اللزوم الشرعي والاقتضاء العقلي، فاقتضاء الصراط المستقيم يتضمن مجانبة أصحاب الجحيم، ومجانبة أصحاب الجحيم تستلزم اقتضاء الصراط المستقيم. كما أن فيها زيادة توضيح لمعنى المخالفة وهو المجانبة؛ وهو أن تكون في جانب والمخالف في جانب أخر، وهذا أصل المخالفة وأما كمالها ففي سلوك سبيل أصحاب النعيم، وهو معنى اقتضاء الصراط المستقيم.

النسخة (ط)

- وكذلك جاءت النسخة (ط) [اقتضاء الصراط المستقيم في الرد على أَصحاب الجحيم].

ففيها ذكر (واجب الرد) على أصحاب الجحيم، إذا لا يجوز الاكتفاء بكمال المخالفة وهو (المجانبة)، ولا بأصلها كما في [اقتضاء الصراط المستقيم]، كما في العنوان الذي أشار إليه المؤلف اختصاراً في مجموع الفتاوى (١٠/٣٧١)، ولكن لا بد من الرد على أصحاب الجحيم، وبيان أصولهم وفصولهم؛ لتوقي المشابهة لهم في شيء من ذلك؛ وفيها معنى الاكتفاء في الأخذ والرد على مناهج أصحاب الجحيم.

النسخ (ب/ج/د)

- وأما عنوان الكتاب في النسخ (ب/ج/د)، [اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أَصحاب الجحيم]، فهي لبيان التعليل الشرعي والعقلي والعلمي (التأليفي) من [اقتضاء الصراط المستقيم]؛ فذلك كله لأَجل [مخالفة أَصحاب الجحيم]. وهو المناسبُ في بابي العلم والتأليف.

الراجح

وهو ما اختاره المؤلف رحمه الله في مجموع الفتاوى (٢٢/ ١٥٤) وصرح به هناك. ورجحه المحقق ههنا الشيخ الدكتور ناصر عبد الكريم العقل حفظه الله، وهو في رأينا وحسب اطلاعنا أفضل من حقق الكتاب وخدمه. والله الموفق.

د. أَبو محمد الموصلي