فائدة حديثية من إشارات الإمام البخاري
مقدمة
من لطيف إشارات الإمام البخاري وبديع تلميحه؛ أنه بدأ صحيحه بحديث النية، وختمه بحديث التسبيح، والحال أن كلاً منهما غريب.
ربط بين الحديثين وحديث "بدأ الإسلام غريباً"
ذكر بعض أهل العلم أن غرض الإمام البخاري رحمه الله من البداءة والختم بالحديثين الغريبين هو الإيهام إلى ما أخرجه الإمام مسلم رحمه الله من قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ"
فكأن البخاري أعجب بهذا الحديث، لكنه لم يتمكن من إدراجه في صحيحه لعدم وقوعه تحت شرطه؛ فاكتفى بهذا الإيماء الخفي إليه. وهذا من الاستنباط الدقيق والاستنتاج العميق.
إشارة إضافية في اختيار البخاري
قلتُ: وفي هذا الاختيار إشارة أخرى، وهي أن بداية عودة الإسلام تقتضي نية صادقة من أهله، وظهوره نعمة من الله تستوجب تسبيحه وتقديسه جل وعز.
خلاصة
فكأن فعل الإمام البخاري هو شرح وترجمة لفعل الإمام مسلم في هذا المعنى العظيم.
والحمد لله على نعمة البخاري ومسلم، وعلى ما أودع الله في سنتهما من علم ولطائف.
كتبه: د. أبو محمد الموصلي