لِيالي الطِّيْب
مُوَشَّحٌ أندلسي بِنَكَهةٍ مُوْصِلِيَّة
١- يَا لَيَالِي الطِّيْبِ وَالأُنْسِ الْتيْ
قَـدْ قَضَيْنَاهَا بِأَرْضِ الْمُوْصِلِ
٢- سَوْفَ يَبْقَىْ حُبُّنَا الأَسْمىْ وَمَا الْـ
حُبُّ إِلا لِلْحَبِيْبِ الأَوَّل
ِ -----------------------------------------------
٣- أَنْتِ يَا أُمُّ الرَّبِيْعِيْنِ الهَوَىْ
وَالفُؤَادُ الصَّبُّ فِيْكِ قَـدْ هَوَىْ
٤- لَيْسَ لِيْ صَبْرٌ عَلَيْكِ فِيْ الجَوَى
غَيْرَ أَنِّي فِيْ هَوَاكِ مُبْتَلِيْ
ِ ----------------------------------------------
٥- ذَلِكَ الزَّهْرُ الْجَمِيْلُ فِيْ الدُّنَا
يَرْقُصُ الطَّيْرُ عَلَيْهِ إِذْ دَنَى
٦- مِنْ هُنَا يَأَتِي الرَّبِيْعُ مِنْ هُنَا
مَهْرَجَانٌ لِلرَّبِيْعِ الأَجْمَلِ
-----------------------------------------------
٧- دَجْلَةُ النَّهْرُ الْجَمِيْلُ أَقْبَلا
وَالنَّسِيْمُ الْعَذْبُ فِيْ الأَرْضِ اعْتَلا
٨- حَيْهَلا ( بِالْمَوْصِلِيِّ ) حَيْهَلا
(قَالَ) (قُلْتُ) (قَلْقَلَتْلُو) (قَلْقَلِيْ)
----------------------------------------------
٩- انْظُرِ الطَّيْفَ الْجَمِيْلَ فِيْ السَّمَا
وَحَمَامَ الأَيْكِ كَيْفَ رَنَّمَا
١٠- لَمْ تَمُرْ تِلْكَ الْمُنَىْ إِلاَّ كَمَا
مَرَّ تَحْتَ الْرَّمْشِ مِيْلُ الْمِكْحَلِ
----------------------------------------------
١١- زَهْرَةَ الْحُسْنِ الْجَمِيْلِ يَمِّمُوَا
وَارْتَوُوْا مِنْهَا الرَّحِيْقَ وَالْثُمُوْا
١٢- مِثْلَمَا يَرْوِيْ الْحَدِيْثَ مُسْلِمُ
قَـدْ رَوَيْنَاهَا لأَهْلِ الْمَوْصِلِ
ِ ----------------------------------------------
١٣- يَوْمَ كُنَّا فِيْ سَلامٍ وَأَمِنْ
كَانَ كُلُّ النَّاسِ يَحْيَا مُطْمَئِنْ
١٤- كَانَتِ الآمَالُ فِيْ عَيْنِ الْمُسِنْ
مِثْلَمَا كَانَتْ بِعَيْنِ الأَطْفُلِ
----------------------------------------------
١٥- نَذْكُرُ السَّفْراتِ أَيَّامَ الْعُطَلْ
وَالرُّبَى الْخَضْرَاءَ فِيْ سَفْحِ الْجَبَلْ
١٦- حَيْثُ خَيْطُ الشَّمْسِ يَأْتِيْ بِالأَمَلْ
وَجَمِيْعُ النَّاسِ بِالْخَيْرِ مَلِيْ
----------------------------------------------
١٧- قَـدْ قَضَيْنَا الْوَطْرَ أَيَّامَ الصِّبَا
فِيْ ظِلالِ الْغَابِ أَوْ تَحْتَ الْقِبَا
١٨- كَانَتِ الْغَابَاتُ مَرْعَىً لِلضِّبَا
قَدْ هَوَى الْحَسْنَاءَ ذُوْ الْقَلْبِ الْخَلِيْ
----------------------------------------------
١٩- هَلْ دَرَى رِيْمُ الْفَلاةِ مَا جَنَى
يَوْمَ مِنَّا ذَلِكَ الرِّيْمُ دَنَى
٢٠- أَطْلَقَ السَّهْمَ الْجَرِيْءَ نَحْوَنَا
فَأَصَابَ الْقَلْبَ سَهْمٌ لا يَلِيْ
----------------------------------------------
٢١- لَيْتَ شِعْرِيْ أَيُّ شَيءٍ أَدَّعِيْ
غَيْرَ أَنِّيْ مَوْصِلِيٌّ أَصْمَعِيْ
٢٢- قَـدْ جَمَعْتُ العِلْمَ وَالشِّعْرَ مَعِي
فَاسْتَمِعْ هَوْلَ وُقُوْعِ الزَّلْزَلِ
----------------------------------------------
٢٣- كُلَّمَا نَادَتْ بِلادِيْ كُلَّمَا
هَزَّنِيْ شَوْقٌ إِلِيْهَا قَـدْ نَمَا
٢٤- لا تَسَلْنِيْ كَيْفَ هَذَا أَوْ لِمَا
بَلْ سَلِ الْحَدْبَاءَ يَـا هَذَا سَلِ
----------------------------------------------
٢٥- يَا مَنَارَ الْعِلْمِ يَـا حَدْبَاءَه
أَنْتِ أَلْفُ الْعِلْمِ أَنْتِ بَاءُهُ
٢٦- قَـدْ بَلَغْتِ الشَّأْوَ مُـذْ أَبَـاءُهُ
فَاوْصِلِيْ مَاضِيْكِ بِالْمُسْتَقْبَلِ
----------------------------------------------
٢٧- نَحْنُ أَبْنَاءُ البِلادِ نَيْنَوَىْ
قَدْ قَطَعْنَا الْعَهْدَ نَمْضِيْهِ سَوَا
٢٨- فِيْ ذُرَىْ الْعَلْيَاءِ أَحْكَمْنَا الْلِوَا
أَنَّنَا نُعْلِيْكِ وَاللهُ العَلِيْ
----------------------------------------------
٢٩- قَدْ جَمَعْنا الْبَأْسَ وَالْحِلْمَ الصَّدِيْ
قَدْ سَبَقْنا الجُوْدَ فِيْ بَذْلِ اليَدِ
٣٠- كَمْ قَصَمْنَا مِنْ ظُهُوْرِ المُعْتَدِيْ
كُلُّ لَيْلٍ فِيْ يدَيْنَا يَنْجَلِيْ
----------------------------------------------
٣١- نَحْنُ أَهْلُ الْعِلمِ وَالسَّيْفِ الْذِيْ
كُلُّ حَزْمٍ مِنْ هُداهُ يَحْتَذِيْ
٣٢- قَدْ بَلَغْنَا نَجْمَةَ الصُّبْحِ النَّدِيْ
إِنْ جَهِلْتَ الأَمْرَ يَا هَذَا سَلِ
----------------------------------------------
٣٣- هَكَذَا عِشْنَا بِأَرْضِ الأَنْبِيَا
أَرْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ خَيْرِ الأَوْلِيَا
٣٤- إِخْوَةٌ فِيْ اللهِ مَا أَحْلَىْ الإِخَا
قَدْ سُلِلْنَا مِثْلُ مَاءِ السَّلْسَلِ
----------------------------------------------
٣٥- مِنْ هُنَا قَامَ ابْنُ مَتَّى يُوْنُسُ
يُعْلِنُ التَّوْحِيْدَ فِيهِ يُؤْنَسُ
٣٦- قَدْ دَعَانَا فِيْ ظَلامٍ يَدْمِسُ
فَاسْتَجَبْنَا لِنَبِيٍّ قَدْ بُلِيْ
----------------------------------------------
٣٧- سَيِّدِيْ مَوْلَايَ رَبِّيْ مُلْهِمِي
لَكَ قَدْ مُدْتَ يَدَايَ فَاكْرِمِ
٣٨- وَعَلَىْ المُخْتَارِ صَلِّ سِلْمِ
مَا أغَنَّ النَّاسَ صَوْتُ البُلْبُلِ
----------------------------------------------
٣٩- وَخِتَامَاً قَالَ هَذَا أَحْمَدُ
إِنْ تَقُوْلُوْا مِثْلَ قَوْلِيْ تَسْعَدُوْا
٤٠- إِنْ أَتَانِيْ الْيَوْمُ أَوْ يَأْتِيْ غَدُ
سَوْفَ أَبْقَىْ مَوْصِلِيَّاً مَوْصِلِيْ
--------------------------------------------
د. أبو محمد الموصلي