فتوى لغوية
سؤال:
ماذا نقول إذا كان طالبة قد اعفيت بجميع المواد، أنقول : معفوة أم معفية؟ ولماذا؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
✓ فإِنَّ اسم المفعول من الفعل الثلاثي (عفى)، هو مَعفيٌ، وهي مَعفيَّةٌ.
ويلاحظ فيه الإعفاء من جهة الطالب أو الطالبة؛ لكونه فعلا لازماً.
✓ اسم المفعول من الفعل الرباعي (أعفى)، هو مُعفىٌ وهي مُعفاة.
ويلاحظ فيه الإعفاء من جهة المدرسة التي أعفتمها؛ لوجود همزة التعدية فيه.
✓ وأما (معفوة) فقليل الاستعمال؛ لكونها وإن كانت على مقتضى القياس إلا أنهم رجحوا الإعلال عليه لكثرة استعماله في كلام العرب مع وروده في التنزيل كما في قوله تعالى: (ارجعي إلى ربك راضية مرضية)، وقوله : (إنه كان وعده مأتيا). ولم يقل: مرضوة ولا مأتوة مع كونهما قياسيتين.
وعليه يجوز استعمال الألفاظ الثلاث. وهي حسب القوة كالآتي:
١- معفية؛ لأن فيها معنى زائد فهي ملاحظ فيها أنها معفاة في نفسها، ومعفية من قبل إدارة مدرستها . ولذا ورد مثلها في القرآن في قوله تعالى: (ارجعي إلى ربك راضية مرضية).
٢- معفاة؛ لأن فيها معنى قاصر ولازم، ويلاحظ فيها أنها معفاة في نفسها من غير تعدية في المعنى لإدارة مدرستها.
٣- معفوة؛ لأن قليل الاستعمال، وفيه ترجيح التصحيح على الإعلال.
والأصل العكس من ذلك وهو الأكثر، كقوله تعالى : (ارجعي إلى ربك راضية مرضية) .ولم يقل مرضوة مع كونه من الرضوان، وهو صحيح على القياس، ولكنهم أعلوه مع شذوذه؛ لأنه مقتضى كلام العرب، ولكون القرآن لم ينزل إلا بما هو الأولى والأفصح.
والله تعالى أعلى وأعلم.
د. أبو محمد الموصلي