ظن الاعتقاد
-----------------
في بعض الآيات، يأتي الظن بمعنى اليقين، كما في قوله تعالى: "الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" [البقرة: 46]. وأَمثالها.
فالمراد هنا أَنَّهم على يقينٍ بلقاءِ اللهِ والرجوع إِِليه.
السؤال: لِـمَ عبر بالظنِّ عن اليقين..؟
الجواب: في هذه الآية وأَمثالها (إِدماج بلاغي بديعي عجيب)؛ ذلك أَنَّهُ عبر عن الاعتقاد بالظنِّ ليدمج الوسيلة في الغاية، فالغاية هي الاعتقاد والوسيلة هي البحث والنظر والاستدلال والاجتهاد وهي جميعها من وسائل الظن، فاللفظ للوسيلة وهي (الظن)، والمعنى للنتيجة وهو (الاعتقاد). والمراد من هذا الادماج أَنَّ يكون اعتقاد المسلم قائم على الظن المتحصل بالبحث والنظر، لا على التقليد والحدس، ليجمع بين حالة العقل والروح بلفظ واحد وهذا غاية الدقة والبلاغة،والله أَعلم.
د. أبو محمد الموصلي