هَوْلُ وُقُوعِ الزَّلْزَل
قَدْ خَلْخَلَ القَلْبَ الخَلِي
والإِنْسُ وَالْجِنُّ مَعَاً
عَنْ بَعْضِهِمْ فِـي شُغُلِ
وَالجِنُّ جَنْ جَنْ جَنَهُمْ
مَا جَنَّهُمْ مِنْ ظُلَلِ
وَالإِنْسُ نَسْنَسْ نَسَهُمْ
أَمْرٌ عَظِيمُ الْجَلَلِ
وَالْكُلُّ لا قَوْلَ لَهُمْ
إِلا وَلِـي وَوَلْوَلِـــي
وَأَنْتَ يابْنَ آدَمٍ
مِثْلُ الأَسِيرِ الأَعْزَلِ
إِذَا الْوحُوْشُ حُشِّرَتْ
وَسُلْسِلَتْ فِـي سَلْسَلِ
وَذِي البِحَارُ سُجِّرَتْ
فَمَاءُهَا يَغْلِي غَلَي
وَذِي الجِبَالُ سُيِّرَتْ
سَيْرَاً بِغَيْرِ أَرْجُلِ
وَذِي النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
بِمِثْلِهَا فِـي الشَكَلِ
قَدْ عَلِمَتْ نَفْسٌ بِمَا
قَدْ عَمِلَتْ مِنْ عَمَلِ
مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ
مِنْ حَسَنٍ أَو زَلَلِ
وَاللهُ يَقْضِي بَيْنَهُم
يَوْمَ القَضَاءِ العِدِلِ
يَقُولُ فِـي عَلْيَائِهِ
إِنِّي أَنَا الرَّبُّ العَلِي
وَأَنْتَ يَا عَبْدِي صَهٍ
صَهٍ صَهٍ وَصَهَ لِــي
فَكَمْ وَكَمْ نَصَحْتُكَا
مُنْذُ القَدِيمِ الأَزَلِـي
وَكَمْ وَكَمْ أَرْسَلْتُ لَكْ
مِنْ مُرْسلٍ وَمُرْسَلِ
وَكَمْ وَكَمْ أَنْزَلْتُ لَك
خَيْرَ كِتَابٍ مُنْزَلِ
وَأَنْتَ أَنْتَ مُعْرِضٌ
كَجَاهِلٍ مُغَفَّلِ
أَنْهَاكَ أَوْ آمُرُكَا
تَعْصِي وَلا تَمْتَثِلِ
فَالْيَوْمُ هَذَا الْحُكْمُ لِــي
وَالْعَدْلُ لِـي وَالْفَضْلُ لِــي
فَاغْفِرْ إِلَهَ العَرْشِ لِــي
وَلِـي وَلِـي وَلِـي وَلِـي
وَكُلِّ عَبْدٍ ذِيْ تُقَى
فَهْوَ لَكَ الْيَوْمَ وَلِــي
هَذَا سُؤَالُ سَائلٍ
قُلْتَ لَهُ سَلِ سَلِ
فَإِنْ تُجِبْ فَالْحَمْدُ لَكْ
وَالشُّكْرُ .. وَالسُّرُوْرُ لِــي
أَنا الأَدِيبُ المَوْصِلِي
الأَلْمَعِيُّ الأَدْبُلِي
نَظَمْتُ وَشْيَــاً رَائعَاً
أَجْمَلُ مِنْ وَشْيِ الْحُلِي
حَاكَيْتُ فِــي أَبْيَاتِهَا
صَوْتَ صَفِيْرِ الْبُلْبُل