الاستنباطات الواضحة
من سورة الفاتحة
الحمد لله وبعد، فهذه بعض الاستنباطات مما قدح في النفس ليلة أَمس أَحببتُ مشاركتها معكم للفائدة والعائدة. فأَقول مُسْتَعِينَاً باللهِ تعالى:
الحلقة الأَولى: (الحمد لله رب العالمين)
أَولاً: لِمَ بدأ الله تعالى بالحمد دون المحبة وهي المقصودة..؟
- لأَنَّ الحمدَ دليلُ المحبة الظاهر، وسبيلها الوافر، مع اقتضائه لمنزل الشكر، واغترافه للمزيد من النعم.
ثانِيَاً: لِمَ نسب الحمد لله دون الرب مع كون الظاهر تعلق الحمد بالربوبية دون الألوهية..؟
- لتعلق دليل المحبة بمدلول الألوهية، فحب الله صفة لازمة مفطور عليها القلب، في حين كان حب الرب صفة سببية عارضة، فالحمد لله، والشكر للرب.
ثالثاً: لِمَ وَصَفَ الإِلهَ بالرَّبِّ، ولم يَعكِسْ..؟
- لكون الربويبية سبب في الأُلوهية، فالأُلهية أَصل والربوبية فرع عنه؛ ولأَجل ذلك عرف الله بنفسه، وعرف الرب بالإِضافة، فدل على أَنَّ وصفَ الإِلهِ خاصٌّ بِهِ تعالى، في حين كان وصف الرب مشتركا بين الله وخلقه، فكل إِله رب، وليس كلُّ رَبٍّ إِلهَاً.
رابعاً: لِمَ أُضِيفَ الرَّبُّ إِلى العالمين وعُرِّفَ بهم، ولم يُضَفْ إِلى غيره كالخلق والكون وغيرهما..؟
- لإِظهار العموم، وبيان الافتقار، وكشف الدلالة، ولكل منها بيان لا يتسع له المقام.