🔳 طلب العلم وشرط المتعلم 🔳
قال تعالى : ( قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰۤ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدࣰا ) .
عند اللقاء طلب موسى مِنَ الخَضِر (عليهما الصلاة والسلام) أَنْ يُعلمَهُ مِن الخير والرشاد ما يستزيد به موسى علماً، وكان هذا شرطُ موسى على الخَضِر؛ وهو من لوازم العلم ومقاصدِهِ .
🌿 فؤائد الآيات 🌿
--------------------------------
١ ـ حرص موسى الكليم عليه السلام على طلب العلم .
٢ ـ فضل موسى والخضر؛ لقيامها بسنة العلم والتعلم .
٣ ـ صحبة العالم تعني طلبَ العلمِ منهُ والاتباع لهُ؛ لذا ينبغي فيها إلتزام أدابهما .
ً٤ ـ اشتراط المُتعلمِ على المُعلم مُعتبرٌ ؛ إِذا كان شرطهُ في صميم العلم ولازمهِ ومقصودهِ .
٥ ـ العلم عقدٌ لازمٌ بين أَهلِهِ؛ يجب الوفاءُ بهِ من الطرفين؛ والمسلمون عند شروطهم .
٦ ـ مراعاة عرف المتعلم إِن كان من غير بلد المعلم؛ كما في قصة الإمام مالك مع الخرساني .
٧ ـ إقرار الخضِر بقول موسى (مِمِّا عُلمتَ رُشْداً) ؛ يلزمُ منهُ موافقتهُ على طلبِ موسى أَنْ يُعاملهُ بمثل ما عامله الله بهِ؛ وهذ ما يعرف بزكاة العلم؛ وفيها توجيه قولهم : من علمني حرفاً ملكني عبدا؛ بالتخفيف؛ لأنه أنعم عليه كما أنعم الله عليه .
٨ ـ ينبغي للمتصدر للعلم أن يكون ذا علمٍ كثيرٍ؛ ولذا سأَلَ موسى بعضَه؛ فقال : (مِمِّا عُلمتَ رُشْداً) .
٩ ـ ينبغي للمُتعلم أَنْ يطلبَ نوعيةَ العلمِ قبل كميتهِ؛ لقوله : (مِمِّا عُلمتَ) ؛ إذا عددنا (من) لبيان الجنس، وأن يطلب بعضه لا كله؛ إذا عددنا (من) للتبعيض .
١٠ ـ لا يطلب العلم إلا ممن جمع بين العلم ولازمه وهو الرشد والصلاح .
١١ ـ إِنَّ العلمَ وسيلةٌ لغاية عظيمة وهي الرشد؛ وهو الهدى والصلاح والخير، وبضده تحصل الغواية والضلال .
١٢ ـ أنَّ حقَّ المُعلم على المُتَعَلِّمِ اتباعُهُ والاقتِداءُ به؛ فينبغي عليه التسليم له وترك المنازعة والاعتراض؛ لا سيما في أول الأمر .
١٣ ـ ينبغي لطالب العلم أن يتابع شيخه مطلقاً؛ فيطلب العلم والعمل معه؛ وتلك هي حقيقة المتابعة؛ ولقد كنت أتابع بعض أشياخي حفظهم الله حتى في كيفية شرب الشاي .
١٤ ـ فيها الدليل على جواز صفة المتابعة؛ وهي سؤال العالم عن دليله في المسألة؛ وهي منزلة بين التقليد والإجتهاد؛ وهذه الصفة هي الأصل في طلب العلم؛ واشتراط الخضر على موسى عدم سؤاله؛ لاختلاف المعلوم بين الحقيقة والشريعة دليل على ذلك؛ ولذا كان موسى عليه الصلاة والسلام يسأله لتعوده على رسم الشريعة، وغيرته على أَحكامها .
١٥ ـ جواز عرض الخدمة على الشيخ أو العمل عنده أو غير ذلك؛ لأجل طلب العلم؛ وحثه على القبول؛ فقد عرض موسى على الخضر متابعته لأجل التعلم .
١٦ ـ ذكاء موسى عليه (الصلاة والسلام) حيث جعل من المتابعة مقايضة لطلب العلم؛ وهي أصلاً حقيقة الطلب؛ فجمع للعلم بين الثمن والمثمن .
١٧ ـ بيانُ التواضع في باب العلم، للطالب والشيخ معاً؛ ونسبة العلم إلى عالمهِ .
١٨ ـ تنبيه المتعلم المعلم أحياناً إلى ما يجب التنبه له؛ ولا يعد هذا من التعريض المشين .
١٩ ـ جواز الرحلة في طلب العلم؛ بله واستحبابها .
٢٠ ـ جواز الخروج في الدعوة إِلى الله تعالى كحال أَهل التبليغِ؛ وإِنما وقعوا في البدعة لغير ذلك من الأسباب .
٢١ ـ جواز تعلم النبي من النبي الآخر في الأمور التي لم يصر فيها المتعلمُ نبياً، ذكره الرازي؛ وفي النفس منه شيء؛ والأَصل جوازُ التعلمِ مطلقاً .
٢٢ ـ يجوز تعلم بعض العلوم غير الشرعية؛ إذا كان في تعلمها مصلحة، وكان فيها خير ورشاد للمتعلم .
٢٣ ـ إِنَّ طلبَ العلمِ وما تعلق بهِ من شروطٍ وآدابٍ إِنَّمَا يكونُ لغايةٍ واحدةٍ وهي الرشد والهدى والصلاح .
هذا والله أَعلى وأعلم؛ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
د. أبو محمد الموصلي .. ٤ / رجب الخير / ١٤٤١ هـ