أحدث المقالات

الأخسرين أعمالا

الأخسرين أعمالا
المؤلف د. أَبو محمد الموصلي
تاريخ النشر
آخر تحديث




تأملات قرآنية 
قال تعالى : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } . 
دلائل الآيات :

١- في الآية دليلٌ على أن النية عمل؛ لان الاحتساب نية .
٢- وفيها أَيضاً دليل على إنَّ النيةَ الصالحةَ لا تصلحُ العمل الفاسد . 
٣- وفيها عند التأمل التعريض بأهل المعاصي؛ لكونهم من الخاسرين أعمالاً؛ لأن مقارنة اسم التفضيل لا تصلح إلا معهم .
٤- وفيها عند التأمل أيضاً أن البدعة شر من المعصية، لأن أهلها لم يوصفوا بالأخسرين أعمالاً، وهو اسم تفضيل في الخيبة والخسران .
٥- وفيها مثال على قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالآية نزلت في الكفار بدليل لحاق الآيات التي بعدها، ومع ذلك فقد استدل بها أهل العلم على أهل البدع .
٦- وفيها جواز التهكم بالفريقين الكفار وأهل البدع، ولكن التهكم بأهل البدع يكون بجنسهم لا بنوعهم ولا يأعيانهم .
٧- وفيها جواز إظهار هذا التهكم بشرطه السابق، مع مراعاة شرط الأحكام جميعها، وهو (مراعاة المصالح والمفاسد) .
٨- وفيها جواز إطلاق لفظ الضلال على البدع، بغض النظر عن حسن مقصد أصحابها، مع الاعتذار لأصحابها إن كانوا من أهل العلم والاجتهاد ونصر الدين والسنة .
٩. وفيها إن خسارة الكفار والمبتدعة تكون في الدنيا والآخرة؛ وذلك لحذف المتعلق باسم التفضيل .
١٠- وفيها إن العمل لا يسمى عملا صالحا إلا إذا توفر فيه شرط الإخلاص والمتابعة، وأما إذا اختل أحدهما فهو إما شرك أو بدعة، وإن أحسن صاحبه فيه الصنعة .
فهذه عشرة كاملة، ووفي الآية كثير غيرها، والله أعلم .

وقد قلتُ في هذا المعنى : 

وأخسَرُ الـنَّـاسِ في حَـالٍ وَعَـاقِـبَـةٍ
                     مَنْ أنكروا سُنَنَاً كي يُظهِروا البِدَعَا
قد ضَلَّ سَـعْـيُـهُـمُ في يومِهِم، وغداٌ
         هُمْ يُحسَبُونَ بأَنْ قد أَحسنوا الصُّنعَا

تعليقات

عدد التعليقات : 0