أحدث المقالات

فتوى في الصيام

فتوى في الصيام
المؤلف د. أَبو محمد الموصلي
تاريخ النشر
آخر تحديث




فتوى في الصيام

المسألة

إذا رأيت صائمًا يأكل أو يشرب؛ فقل في نفسك:  "رزق ساقه الله إليك فكله هنيئًا مريئًا"

تحرير المسألة وتخريجها

طالما استوقفني قول عامة أَهل العلم بوجوب تنبيه الصائم إِذا أَكل أَو شرب ناسيَاً، بحجة أَنَّ ذلك من باب الأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكنت حينها لا أَستسيغ هذا التعليل، لكنه قول جمهور العلماء، ولا جدوى من مخالفته في وقتها، ولكن، أَليس في منع الصائم من الأَكل في هذه الحالة حرمان لرفادة الله وسقايته لعبده، كما في قول إمام العلماء ﷺ:

(فإِنَّما أَطعمه ربه وسقاه)

فَكيف لأَصل قديم أَن يمنعَ كرماً محدثاً..؟!  وكيف لأَصلٍ عامٍ أَنْ يَحجِبَ فضلاً خاصَاً..؟!
لا سيما مع الأَثرِ الثابتِ عن عمر رضي الله عنه والذي يَسَّرَ اللهُ لي الاطلاع عليه؛ وهو:

(أَنَّهُ أَكل أَو شرِب، فَذُكِّرَ، فقالَ: رزق ساقه الله إلي فتمنعني؟!).

فعمر رضي الله عنه، وهو العالم بالأُصول، لم يتكئ على أَصل النهي، بل تعلق بثمرة الرزق، وجعلها أَولى بالاعتبار.

وجه الاستدلال

إِذا كان النبي ﷺ قد قال في مثل هذه الحال: (فإِنَّمَا أَطعَمَهُ رَبُّهُ وَسَقَاهُ)، فكيف يكون مُنْكَرَاً ما شِهَدَ لهُ الشَّرعُ بِأَنَّهُ فضل من الله؟ ولعل هذا أَصلٌ قائمٌ بذاتهِ: وهو أَنَّ الفضل الخاص لا يُقيد بالنصوص العامة، خاصة إِذا كانت النصوص العامة تضاده بالكلية، كما في مسأَلتنا هذه. فليتنبه لهذا، وليتأَمله من يحقق في مسائل الفقه.

هذا ما تبين لي اليوم، وهو موافق لما كان في نفسي من قديم، فإِنْ أَصبتُ فبفضل الله، وإِنْ أَخطأَتُ فمِنِّي، والله الموفق.

✍🏻 د. أبو محمد الموصلي



تعليقات

عدد التعليقات : 0