أحدث المقالات

نور الكهف

نور الكهف
المؤلف د. أَبو محمد الموصلي
تاريخ النشر
آخر تحديث

نور الكهف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد..
     فقد وردت عدة أَحاديث في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة منها: أولاً: حديث أبي سعيد الخدري: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين". رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني. ثانياً: وعنه أيضاً: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق". رواه البيهقي وصححه الألباني. ثالثاً: عن ابن عمر: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين". أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب بإسناد لا بأس به. فائدة لا بد منها: الفضل المذكور من النصوص السابقة يحصل كذلك لمن قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة، قال المناوي في فيض القدير: " فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي رضي الله عنه" ، وقال رحمهُ الله أيضا: "قال الحافظ ابن حجر في أماليه كذا وقع في روايات يوم الجمعة وفي روايات ليلة الجمعة، ويجمع بأن المراد: اليوم بليلته، والليلة بيومها. والله أعلم. قلتُ: وقد اختلف أهل العلم في النور المذكور في النصوص السابقة إلى أقوال: ١- فقيل: هو نورٌ حسيٌ؛ بمعنى أنه يسطع له نور من تحت قدمه بحيث يكون ظاهراً على وجهه يوم القيامة، ويشهد لهُ حديث ابن عمر. ٢- وقيل: هو نورٌ وبهاءٌ في الدنيا يكون على وجههِ ومحياهُ. ٣- وقيل: هو نورٌ معنويٌ؛ والمعنى أن من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة كان ذلك مانعاً له من المعاصي، هادياً إلى الصواب ما بين الجمعتين، كما أن النور يستضاء به. ٤- وقيل: المراد بالنور لازمهُ وهو الثواب والمغفرة، والصحيح: إثبات أصل المعنى فضلاً عن لازمه. ٥- وأضيفُ هنا معنى أخر وهو معنى خاص مناسبٌ لاسمِ السورة ومضمون آياتها ومقاصدها؛ وهو النور الذي يقي القارئ لها من الفتن، ويعصمهُ من الشبهات؛ وهو أولى المعاني وأحراها عند التأمل في باب المناسبات، وقاعدة الجزاء. والذي أراه غفر الله لي ولكم أن كل هذه المعاني صحيحة محتملة، لإمكان الجمع بينها؛ فقارئ سورة الكهف في ليلة الجمعة أو نهارها يحضى بكرم الله وفضله بنور حسيٍّ يوم القيامة، وهذا من الثواب الآجل، ونورٍ في وجهِهِ وحُسْنٍ وبهاءٍ في طلتهِ ومحياه، وهو من الثواب العاجل، ونورٍ معنويٍّ يُحَصِّنهُ من الفتن والأهواء والشبهات، ويمنعهُ من المعاصي والآثام، فضلاً عن الأجرِ والثوابِ والمغفرةِ التي هي من لوازمِ هذا النورِ في الدنيا والآخرة. والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وكتب: د. أبو محمد الموصلي.. ٢١/صفر/١٤٤٢هـ

تعليقات

عدد التعليقات : 0