هوى مكة .. هوى مكة
- هَوَى مَكَّةْ هَوَى مَكَّةْ
أَبَكَّ بِجُرحِنَا بَكَّا
- وَكَانَ الجُرْحُ مُنْدَمِلَا
فَمَا بَالُ الهَوَى أَنْكَا
- فَكَمْ وَالَّلهِ أَضْحَكَنَا
وَكَمْ ذاكَ الهَوَى أَبْكَى
- وَكَمْ مَكَّتْ جَبَابِرَةً
وَدَكَّتْ عَرْشَهَا دَكَّا
- فَشُدَّ لَهَا الرِّحَالَ وَقُلْ
إِلَى مَكَّةْ إِلَى مَكَّا
- وَحُجَّ البَيْتَ مُعْتَمِرَا
وَأَدِّ الحُبَّ وَالنُّسْكَا
- وَطُفْ سَبْعَا عَلَى وَلَهٍ
لِتَنْفِيْ الهَمَّ وَالشَكَّا
- وَقُرْبَ البَابِ مُلْتَزَمٌ
فَكُنْ بِالصَّدْرِ مُحْتَكَّا
- وَإِنْ قُرِّبْتَ مِنْ حَجَرٍ
فَشُمَّ الطِّيْبَ وَالمِسْكَا
- فَتِلْكَ الرُّوْحُ ظَامِئْةٌ
عَلَى جَسَدٍ هُوَ الأَنْكَى
- وَصَلِّ وَصُمْ وَزَكِّهِمَا
فَنِعْمَ العَبْدُ مَنْ زَكَّى
- وَذُقْ مِنْ مَاءِ زَمْزَمِهَا
لِتَحْيَ دَعْوَةً هَلْكَى
- وَنَفْسَكَ مَرْوَةٌ وَصَفَا
أَلَا فَاسْعَ بِهَا مَعْكَا
- وَجَانِبْ يَا أَخِي بِدَعَا
وَحَاذِرْ حَاذِرِ الشِّرْكَا
- فَإِنَّ الوَرْدَ يَقْتُلُهُ
إِذَا ما أَدْغَلَ الشَوْكَا
- وَتِلْكَ سَعَادَتِي أَبَدَا
وَعَنْهَا لَسْتُ مُنْفَكَّا
- فَكُلُّ مُوَحِّدٌ مَلِكٌ
وَإِنْ قَدْ جَانَبَ المُلْكَا
- وَهَذَا مَا شَعَرْتُ بِهِ
فَمَاذَا يَا أَخِي عَنْكَا
قال شيخنا أبو عبد الله الموصلي حفظهُ الله عن هذه القصيدة:"لقد جرت هذه القصيدة على مجرى واحد في خفة اللسان وحركة القلب وميل الجوارح؛ وكأنها تجري جميعا في موكب واحد، وكأَنَّ ألفاظها تكشف عن معانيها قبل نطقها".
أَبو محمد الموصلي 7 / 3 / 2018