أحدث المقالات

قصيدة العزاب

قصيدة العزاب
المؤلف د. أَبو محمد الموصلي
تاريخ النشر
آخر تحديث




قد كانَ في ماضِي الزَّمَنْ * فتىً ظَرِيفٌ آسْمُهُ حَسَنْ

كانَ يَعِيشُ خاليـاً * فِي مَعْزَلٍ عَنِ الفِتَنْ

فِي بَـــلْدَةٍ نَــائِـــيَـةٍ * هُنَاكَ في أَرضِ اليَمَنْ

قد قِيلَ في صَنعَاءَ هِيْ * وَقيلَ رُبَّــمَــا عَدَنْ

يَسْكُنُ فِـيهَا وَحْدَهُ *  اللهَ مَا أَحلَى السَّكَنْ

مَعْ قِـطَّــةٍ صَغِيـــرَةٍ  * كانَتْ لهُ مِثْلَ الخَدَنْ

يُطْعِمُهَا مِنْ صَـحْـنِــهِ * يَا حَبَّذَا ذَاكَ الصَّحَنْ

فِيهِ الكَفَافُ وَالرِّضَا * وَرُبّمَا بَـعضُ اللَّبَنْ

وَيَـسْــتَقِي مِــنْ قَــــدَحٍ * قَدْ صُنِعَتْ مِنْ جِلْدِ شَنْ

قد عُلِّقَتْ فِي بَيتِهِ * كَمِثْلِ تَعْلِيقِ الـوَثَـنْ

هَـذَا وَرُغْمَ مَـــا بِـــهِ * مِنَ المُصَـابِ وَالـوَهَـنْ

يَعِيشُ فِي سَعَـــادَةٍ * مِـثْـلَ الأَمِيرِ أَوْ كَــأَن

هو بُلْبُلٌ فِي عُشِّهِ * مُغَرِّدَاً أَحْـلَى فَنَنْ

وَكانَ هَـذَا دَأْبهُ * فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَنْ

لَكِنَّ يَـومَـاً مَــا نَـوَى * ذِكْرَ الزَّوَاجِ في العَلَنْ

فَمَـاتَ مِنْ سَـاعَتِهِ * وَكَـانَ ثَــوبُــهُ الكَفَنْ

وَانْتـَفَـخَـتْ جُــثَّـتُـهُ * وَتَـفَـسَّـخَـنْ ذَاكَ البَدَنْ

وَشَـمْـشَـمُـوا رَائـحَـةً * تَـفُـوحُ مِنـهُ كَالعَفَنْ

وَسَـمِـعُوا فِـيْ حِينِهَـا * قَولاً وَلا يُـدرَى لِـمَــنْ

هَذَا جَــزَاءُهُ وَذا * جزَاءُ مَنْ نَــوَى بِأَنْ  

يَتَـزَوَّجَـــنْ واحــدَةً  *  مَــثْـــنَـى ثَـلاثَ أَرْبَـعَـنْ

فَعِـشْ أَخِي عَزْبَاً وَقُلْ  *  لا لـلزَّوَاجِ ... لا وَلنْ

هَذَا وَإِنْ خَالَـفْتَنـا  *  سَلِّمْ لَنَا عَلَىْ حَسنْ

تعليقات

عدد التعليقات : 0