الفتاوى المتناثرة

 

الفتاوى المتناثرة

من صفحة الأَخ أَحمد الشبيب:

قبل عام كتب الشاعر الأستاذ فواز اللعبون أبياتًا جميلة فـ طلبت من أخي الكريم شدوان ابو الحسن العنزي تعليقا عليها فكتب أبياتا أجمل. ثم لم تفت الفرصة أخانا الحبيب الأديب عمر السنوي الخالدي فعلق بـ بيتين جميلين. ثم ختمها أخونا الشاعر الأديب أبو محمد الموصلي الفاضل بأبيات كانت هي خاتمة المسك للمحاورة الشعرية الرائعة. ونترككم معها:

قال الأستاذ فواز اللعبون:

حَسنَاءُ فِي دَربِ الهَوَى لاقَيتُهَا

تَشكُو إليَّ من الحُظوظِ العَاثِره

أعطَيتُهَا مِفتاحَ قَلبِي مرَّةً

لِتُقِيمَ فيهِ ليلةً وَتغَادِرَه

لكِنَّها مِن دونِ أنْ أدرِي بِهَا

كَسَرتهُ وانفَرَدت بِقلبِي المَاكِره

قُلتُ اخرجِي قَالَتْ أنَا أحيَيتُهُ

وَيَجوزُ أنْ أجتَاحَهُ وأصَادِره

أفدِي الفَقِيهَةَ ما أشدَّ دَهاءَهَا

رأيٌ أصِيلٌ والفتَاوِي حاضِرَه

فأجاب السنوي قائلا:

طاوعتُها لمَّا رأيتُ ذكاءَها

والحُسنُ يَكمُل بالعقول الماهرة

ثم أَنشد أَخونا شدوان:

الحسنُ يأبى أن يكونَ لغيرها

أزهى الزهورُ بثغرها متناثرة

أعطيتها مفتاح قلبي طائعا

دللتُها كي لا تروم مغادَرة

قلت اسكني طاب المقام حبيبتي

بوجودها تشفى الجروح الغائرة

تلكم مدللتي وتلك صفاتها

فلتسمعوها والقريحة حائرة

ماذا أقول ووصفها كسحابةٍ

أروَتْ شفاهي من رحيقٍ ماطرة

ياقوتةٌ ، مزدانةٌ ، مرجانةٌ

قمرٌ أضاء بوجنتيها الناضرة

ريحانةٌ ، جورِيَّةٌ ، حوريَّةٌ

حُسنٌ وعطرٌ والصفات النادرة

لا لن أوفي وصفها بأناملٍ

خطت حروفا باختصارٍ عابرة !

وعلق الاستاذ الموصلي بخاتمة جميلة:

(قدموس ودرب الهوى)

قدموسُ مالكَ سِرتَ في دربِ الهوى

كيما ترى أُمَّ الحظوظِ العاثرةٔ

وَتُؤَجِّرَ القلبَ الخليَ لمثلِها

أَلِمِثلِها تُعطى البيوتُ العامرةٔ ..؟!

أَسكنتها بيتاً بغيرِ إِجارةٍ

فتفرَّدتهُ وأَخرجتٔكَ الماكِرةٔ

فلتكسِرِ المفتاحَ ولٔتَسٔكُنٔ بهِ

مَحبُوسَةً كسجينةٍ بِمُؤامرةٔ

لا عفوَ يُخرجُها ولا مكرٌ لها

كلا ولا فتوى الرجالِ الجائرةٔ

إِنَّ النِّسَاءَ وإِنٔ مَلَكٔنَ قلوبَنا

سيظلُّ فينا مُلكَهُنَّ مُؤَاجَرَةٔ

قدموسُ في دربِ الهوى ذي فتوتي

فانظُرٔ لأَوَّلِ أَمرِهِ تَـرَ أَخِرَهٔ

إِنٔ لم يَكُ اللعبونُ مُفتي نفسَهُ

سيرى الفتاوى حولَهُ مُتَنَاثِرَةٔ

د. أَبو محمد الموصلي